كيف نتمثل الحوكمة في منجزنا التربوي والإداري؟ أو كيف نحوكم حياتنا المدرسية ؟
يحوكم المسؤول الإداري منجزه من خلال تفعيل شروط الحوكمة وأركانها، فهو:
--- يبرمج نشاطه الإداري المتسم بطابع دوري (أسبوعي / شهري / ثلاثي / سنوي)، ويكلف أعضاده وأعوانه بمباشرة النشاط غير الدوري الذي يطلب منه من غير تلكؤ أو تأخير، ثم يراجع معهم ما أنجزوه حتى يحال إلى الجهات المخاطبة به خال من الأنّقص والأخطاء.
--- يتصرّف بمسؤولية في كل قراراته واجراءاته مراعيا بذلك القوانين والتراتيب المنظمة للعمل، وبالتالي لا يغير من تلك التراتيب إلا إذا ألجأته الضرورة إلى ذلك، والضرورة تبرّر، واجراءاتها الاستثنائية تزول بزوال موجباتها.
--- لا يستنكف من الحساب والمحاسبة، ويجهّز سجلاّته ووثائقه لتكون سندا عند كل اقتضاء، والمحاسبة علامة صحّيّة في التصرّف الإداري، وتفتح الباب على تحديد مواطن القوة ومواطن الضعف في المنجز الاداري، وتمكّن من آليات لتقييم المسؤولين خاصة والمفاضلة بينهم، وفسح المجال لتكريم وترقية من هو جدير منهم بذلك.
--- يعوّد أعضاده وأعوانه على أن يشاركوه في الاجراءات المنظّمة للعمل، للقطع مع النّمط الفردي / الاستبدادي في التسيير، والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم السابقة وفي المتون "ما خاب من استشار"، ومن المحبّذ أن يوثّق تلك الجلسات التشاورية في محاضر جلسات، أولا لتصبح الاستشارة سنة ثابتة في الحياة المدرسية، وثانيا تجعلها سنّة ملزمة لمن يأتي بعده، وثالثا تكون له سندا عند كل حساب أو محاسبة.
--- يكون شفافا يشرّك أعضاده وأعوانه في كل المهام، ويطلب المشورة من أهل الخبرة منهم، ويقترح عليهم إبداء الرأي في قراراته واجراءاته كي تستوفي الشروط القانونية، وتكون مجدية. ولا يتكتم على الملفات أو الوثائق ترسيخا لقاعدة "حق النفاذ" التي تعدّ الدعامة الرئيسية للتصرّف الشّفاف.
--- أن يعدل بين أعضاده وأعوانه، ويقف منهم مسافة واحدة، ويشعر كل واحد منهم بقيمته ودوره، ويثمن مجهودهم، ويحفز طاقاتهم بنفس الآليات، ويوزع المهام والتكاليف بينهم توزيعا متوازنا، فلا يحس بعضهم أنهم مهمشون لا دور لهم، ولا يحس آخرون أن كاهلهم مثقل دون مبرر، وهكذا فالعدل والعدالة كلاهما يبعد عن الفريق الفرقة والصراعات الثنائية والكيد... ويقوّي اللُّحمة، ويعزّز الانسجام ، ويجعل الطاقات المنفردة طاقة جماعية تعطي للمنجز الاداري والتربوي قيمة مضافة.