من عجائب ما بلغني من اجراءات إدارية إستشارة بعض المندوبيات الجهوية للتربية منظوريها من مديري مدارس ابتدائية ومدارس إعدادية ومعاهد في تفعيل نقل لأعوان وعملة، اقتضت مصلحة العمل ذلك، وفي الغالب نعني بمصلحة العمل المحافظة على مناخ العمل بسبب عدم الانسجام بين عامل أو عون إداري أو قيم مع مديره، وأحيانا يتعثّر ذلك الاجراء المراد منه احتواء الخلافات وحلّها وديا باعتراض المدير الذي سيتقبل العامل أو العون إلى المؤسسة التي يقوم بتسييرها.

وهذا غريب جدّا، وسابقة في التسيير الإداري تزيد من افقاد الدّولة ومؤسساتها هيبتها.

ونسوق موقفنا فيه بصراحة قد تسوء البعض، إذ ليس من حق مديري المؤسسات إبداء الرأي في من تنقله الإدارة للعمل في المؤسسات التي يسيرونها، وإن واجبهم يقتضي استقبال كل من تقررت نقلته، وتمكينه من إعلام بالمباشرة وسائر الاجراءات الإدارية المؤطرة لعملية النقلة، كتمكينه من جدول أوقات، وتحديد مهام بدقّة، لأن الاذعان إلى التراتيب الإدارية وتعليمات المسؤولين واجب، وإذا صدر من العامل أو العون العمومي المنتقل حديثا إلى المؤسسة ما يوجب تأديبه، فذلك مستقل تماما عن اجراءات نقلته، حتى وإن كانت للمدير المستقبل تحفظات وجيهة على جدية العون المنتقل أو انضباطه.