من الظواهر التي تتعاظم يوما بعد يوم اختلاق الشهائد المدرسية او تزويرها، ويحصل ذلك من بعض المؤسسات التربوية الخاصة، وقد وقفت -شخصيا- على عشرات منها يوم كلفت بابحاث حولها في اكثر من مندوبية.
ويتمثل الاختلاق أو التدليس في:
* بناء مسار دراسي وهمي، ولا وجود له في الواقع.
* اضافة سنوات دراسية الى المستوى الحقيقي لحامل الشهادة بهدف التقدم بها الى الوظائف في القطاعين العمومي أو الخاص.
وبلغ هذا التلاعب بالوثائق الادارية حد توظيف الماسحات الضوئية في اختلاق اختام حية وبالوان مختلفة، وامضاءات تحاكي الامضاءات التي يعتمدها المسؤولون الجهويون للمصادقة عليها.
ومن صور التدليس ايضا أنني قد وقفت على تورط بعض الاعوان وبعض المسؤولين في المصادقة على شهائد يعلمون يقينا أنها زائفة الى غير ذلك من صور التلاعب بالوثائق الرسمية.
وللتصدي لهذه الظاهرة نوجه الى ما يلي:
* مسك مدير المعهد الخاص سجلا لتسليم الشهائد المدرسية، يكون مرقما ومؤشرا من ادارة المرحلة الاعدادية والتعليم الثانوي.
* الزام مديريها باستخراج الشهائد المدرسية من الكنشات المقيسة والتي تروجها المطبعة الرسمية دون سواها.
* مطالبة مديري المعاهد الخاصة بإيداع نسخة رقمية من محاضر جلسات كل الاقسام نهاية كل سنة دراسية، ويقع الرجوع اليها عند المصادقة على الشهائد المدرسية بدل اعتماد الدفاتر المدرسية التي لم تسلم بدورها من الاختلاق.
* تكليف عون اداري بادارة المرحلة الاعدادية والتعليم الثانوي بمسك الارشيف الرقمي لمحاضر مجالس الاقسام، في محامل رقمية متعددة (مادية وافتراضية)، يقوم بتأكيد صحة البيانات المدونة على الشهائد المدرسية قبل المصادقة عليها.
* احضاع المعاهد الخاصة الى جولات تفقد دورية للتأكد من تطابق القائمات الاسمية لدفاتر مناداة مختلف الاقسام مع القائمات المدرجة في محاضر مجالس الاقسام، وتقيد ادارة تلك المعاهد بتراتيب تسليم الشهادات المدرسية.
* تأشير سجل القيد بالمعاهد الخاصة من ادارة المرحلة الاعدادية والتعليم الثانوي نهاية كل سنة دراسية.
* بعث قاعدة بيانات الكترونية جهوية على شاكلة "منظومة مدرستي"لضبط حركة تسجيل التلاميذ بين المؤسسات التربوية الخاصة ونقلهم، ويقع الرجوع إليها للتأكد من الاسماء المدرجة في محاضر مجالس الاقسام.
بغير هذه الاجراءات سيكون التزوير متاحا في ظل ما تتيحه الماسحات الضوئية المرقمنة من امكانيات فايقة في محاكاة النماذج الاصلية.
_________________
*
الومضات الإشهارية لست من يبثها، ولا قدرة لي على تحييدها، فعذرا لكل الأعضاء والزوار..