من يرافق تلميذا مصابا الى المستشفى؟

اذا كانت حالة التلميذ استعجالية فإن تأمين نقله الى المستشفى تكون واجبا على عاتق المؤسسة التربوية. والسلك الأقرب للقيام بهذه المهمة هو سلك القيمين، غير أن بعض زملائنا القيمين يمتنعون احيانا عن أداء هذا الواجب بدعوى أن النص القانوني لا يسند اليهم هذه المهمة بشكل صريح ومباشر.
وتفاعلا مع هذا الموقف ننوه الى التالي:
1 - استقر عرفا أن هذه المهمة قد امنها السادة القيمون منذ تحدث -بكثير من التثمين- الشيخ ابن عاشور عن أدوارهم التربوية سنة 1910في موسوعته التربوية "أليس الصبح بقريب". والعرف مصدر تشريع طالما انه لا يعارض نصا قانونيا صريحا أو أخلاقا عامة (الفصل 544 من مجلة الالتزامات والعقود التونسية).
2- يتحدث الأمر عدد 2525 لسنة 2013 المؤرخ في 10 جوان 2013 والمتعلق بضبط النظام الأساسي لسلك القيمين عن مهمة "تأطير التلاميذ ومتابعة سلوكهم ومواظبتهم وأوضاعهم النفسيّة والاجتمـاعية والصـحيّة والدراسية ومرافقتهم،
" والمرافقة الصحية تفهم على أنها خروج من سياج المؤسسة التربوية الى حيث العلاج برفقة تلميذ او أكثر.
3 - الصياغة المفتوحة والمتكررة في نفس الأمر "إنجاز ومتابعة الأعمال الإدارية التربوية والبيداغوجية التي لها صلة مباشرة بالتلميذ والتي من شأنها أن تساهم في حسن سير المؤسسة التربوية."
فكيف فصل المشرع بين العمل التربوي والعمل البيداغوجي لان ارتباط التدخل البيداغوجي للزملاء القيمين يكون بصقل سلوك المتعلمين وتهذيبه بينما يتوجه العمل التربوي الى معاني المرافقات والاحاطات والا صار المصطلحان بمعنى واحد، والصواب خلاف ذلك.
4 - وثيقة عمل القيم التي أصدرتها وزارة التربية سنة 2007 تتحدث في بعض تفاصيل مهام السيدات والسادة القيمين عن "... رصد واستكشاف والاعلام بالحالات الاجتماعية والصحية الملفتة والأحاطة بها..." ولنا ان نسأل زملاءنا القيمين كيف يحيطون بالحالات الصحية ونحن نعلم يقينا أنهم ليسوا مدربين على تقديم الاسعافات الاولية أو تقديم العلاجات للمصابين، وعليه فإن معنى الاحاطة الصحية يحمل على معنى المرافقة الى المستشفيات.

ومن المفيد التأكيد على أن المؤسسة التربوية التي يوجد فيها رفض لمهمة المرافقة مؤشر دال على حاجة اطار اشرافها الى فتح جسور حوار وتواصل مع السادة القيمين لتنقية أجواءالعمل لان رفضهم للمرافقة إخبار عن انعدام تواصل المسؤولين معهم لما عرف به سلك القيمين من بذل وتطوع للفعل التربوي في كل المحطات المدرسية، وليسوا في حالة بذلها محتاجين قانونا او أمرا أو منشورا...

ولكي يقوم السادة القيمون بمهامهم على اكمل وجه نوجه الى ما يلي:
أ- يوفر مديرو المؤسسات التربوية وسيلة النقل ذهابا وعودة.
ب- تحرير اذن بمهمة للقيم المرافق تحسبا لحادث سير او شبهه.
ج- يكون المرافق من جنس المصاب (قيمة ترافق تلميذة / قيم يرافق تلميذا).