لئن استثنى الفصل 22 من الأمر عدد 1753 لسنة 1990 مسألة تعيين المدرسين الجدد ونقلة المدرسين المباشرين من مشمولات أنظار اللجات الإدارية المتناصفة ذات العلاقة، وجعلها من القرارات المنفردة للإدارة، إلا أن الإدارة المحوكمة والشفافة والمفتوحة والراعية للشأن العام تتوجّه من تلقاء ذاتها نحو ترشيد سلطتها وتنزيهها عن المجاملة أو التعسّف، بما يجعل الاحساس بالغبن أو المظلومية في أدنى مستوياته.
وانسجاما مع التوجه العام نحو "الحكومة المفتوحة" فإنّ مصالح المندوبية قادرة على حوكمة هذا الملفّ الذي يسبّب سنويا عددا كبيرا من الشكاوى، وهدرا لأيام عمل بحضور أعداد كبيرة من اطارات التدريس المنتدبة أو المزمع نقلتها في إطار النقل الانسانية والاستثنائية قصد البحث عن تعيينات في مراكز تقدّر أنها الأنسب لظروفها.
ومع تسليمنا بأنّ أبناءنا التلاميذ في المدارس والاعداديات والمعاهد الكائنة في أرياف أو في قرى غير مرفقية لهم نفس حقوق التعلّم في ظروف مساعدة على النجاح المدرسي مثل نظرائهم القاطنين في حواضر ، وليس قدرا أن يتتلمذوا كل سنة على مدرسين نوابا أو فاقدي تجربة إلا أن إجراء تعيينات ثم تعديلها في ضوء اعتراضات أو تداخلات يؤكّد أنّ الملف منذ البداية لم يكن محوكما.
لذا نقترح ما يلي:
1- تمكين المزمع تعيينهم من بطاقات اختيار مراكز مرتبة تفاضليا حتى يعبروا عن رغباتهم حسب الأولويّة.
2- نشر قائمة الشغورات حتى لا تكون طلبات المنتدبين حديثا بعيدة عن الواقع، أسوة بحركة النقل.
3- تكليف لجنة يكون أعضاؤها من مسؤولي:
* المرحلة الابتدائية / المرحلة الاعدادية والتعليم الثانوي كل في مجال عمله.
* الإدارة الفرعية للموارد البشرية.
* مكتب الشؤون القانونية.
4- تنظر اللجنة في طلبات المعينين أو طاللبي النقل، وتبدأ بالتعيين في المركز المطلوب أوّلا فالذي يليه، ثم الذي يليه.
5- عند وجود أكثر من طلب متعلّق بمركز واحد، فإنّ أي مقياس موضوعي تعتمده اللجنة يصبح عملا محوكما، عدا المزاج والتداخلات، فعلى سبيل المثال يمكن تنفيل المتزوج (ة) قبل الأعزب، وتنفيل المصاب بمرض مزمن أو حامل لإعاقة على حساب الأصحّاء، وتنفيل الأقرب بالإقامة إلى المركز المطلوب، أو تنفيل الأكبر سنا، وهكذا... على أن تلتزم اللجنة بالمعايير مع كل الطالبين، ومع كل المراكز، تأكيدا للمساواة أمام القانون بين كل المعنيين.
أمّا بالنسبة إلى حركات النقل الاستثنائية والانسانية فليس من الحوكمة اعتماد مقاييس التناظر في الحركة النظاميّة، لأنها بالأساس عملية تنقل تستهدف شريحة من الأعوان العموميين الذين لم يسعفهم رصيدهم من النقاط لتحقيق مرادهم عن جدارة في حركة النقل النظامية، وبالتالي يصبح المعيار الصحّي والأسري والانساني هو المعيار الحاسم في توزيع المراكز على طالبيها، وفي صورة تعدّد الطلبات على مركز واحد تعتمد اللجنة فرزا مكونا من معايير موضوعية.
وبالرجوع إلى أحكام الأمر عدد 2205 لسنة 2010 المؤرّخ في 6 سبتمبر 2010 المتعلّق بإحداث المندوبيات الجهويّة للتربية وبضبط تنظيمها الإداري والمالي ومشمولاتها وطرق تسييرها، فإنّا نجد أن تعيين المدرسين ونقلتهم من صميم مهام الكتابة العامّة بالمندوبية وسائر ما يتفرع منها من إدارات فرعية ومصالح، ويبقى رأي إدارة المرحلة الابتدائية وإدارة المرحلة الاعدادية والتعليم الثانوي استشاريا، ويصبح رأيها حاسما في حالة الشغورات المتعلّقة بتدريس الأقسام العليا في التعليم الثانوي.
_________________
*
الومضات الإشهارية لست من يبثها، ولا قدرة لي على تحييدها، فعذرا لكل الأعضاء والزوار..