تدريب على مقال أدبي
نقلا عن صفحة فايسبوك: دروس العربية لتلاميذ الرابعة آدابا
الموضوع الأول : << شعر الحماسة يقوم على الوصف الفني >>
ما رأيك ؟
2) إبداء الرأي :
إذًا الوصف الحماسي ليس وصفا تسجيليا بقدر ما هو وصف فني يلعب فيه خيال الشاعر دورا أساسيا . و رغم أن الوصف يشغل مساحة واسعة من الخطاب الحماسي فإنه لا يخفي أهمية
أنماط أخرى من الخطاب كالسرد الملحمي . فشعراء الحماسة قد ربطوا قصائدهم الحماسية بأحداث تاريخية و اجتهدوا في تسجيل هذه الأحداث تسجيلا تفصيليا من بدايتها إلى نهايتها ،
فذكروا الأماكن و الأزمنة و الأشخاص ، و سردوا ما قاموا به من أفعال ، و ما أنجزوا من بطولات ، و ما كان لهم من البلاء الحسن في الدفاع عن الأرض و العرض . في الشعر
الحماسي نماذج كثيرة يهيمن عليها السرد الملحمي إلى جانب الوصف ومنها قصيدة أبي تمام في مدح المعتصم التي خلد فيها ملحمة " يوم أرشق " و قد انتصر فيها جيشه على
الخرمية و أسر زعيمهم "بابك" .
فذكر خروج الجيش المكون من جنود أبطال و زحفه نحو أرض العدُوّ:
أسرى بنو الإسلام فيه و أدلجوا -_- بقلوب أسد في صدور رجال .
ثم سجل فرار العدو من وجه الجيش الزاحف و تحصنه بالجبال :
لمّا رآهم بابك دون المنى -_- هجر الغواية بعد طول وصال
تخذ الفرار أخا و أيقن أنه -_- صرّي عزم مـن أبــي سمّـال .
لكن قادة جيش المعتصم خدعوه فأنزلوه من معقله :
لبست له خدع الحروب زخارفا -_- فرقن بين الهضب و الأوعال .
فكان نزوله هفوة أدت به و بجيشه إلى الهلاك . فاسر و اقتيد إلى سامرّاء حيث أعدم :
لاقى الحِمام بسرّ من راء التي -_- شهدت لمصرعه بصدق الفال.
و في هذا السرد تفصيل لمراحل الحملة و ذكر لأهم الأماكن ( أرشق – موقان ) و لزمن المعركة (رمضان ) ...
وإضافة الى الوصف و السرد هناك نمط آخر من الخطاب يخترق القصائد أو المقاطع الحماسية و هو الخطاب الحكمي ، فللحكمة حضور لافت في الخطاب الحماسي
سواء في بداية القصيدة أو في أثنائها. و من أمثلة ذلك قول أبي تمام في مدح المعتصم بمناسبة فتح عمّورية :
السيف أصدق أنباء من الكتب -_- في حدّه الحدّ بين الجدّ و اللعب
إنها حكمة تمجد القوّة ورمزها السيف. و القصيدة كلها تصريف لهذه الحكمة التي اختزلت موضوع القصيدة . و على هذا النهج سار المتنبي في كثير من مدائحه
الحماسية في سيف الدولة كما في قوله :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم -_- و تأتي على قدر الكرام المكارم .
و فيه إشادة بمضاء عزيمة سيف الدولة الذي استطاع أن يهزم الروم في معركة الحدث رغم قوّتهم العسكرية. فالحكمة أسلوب من أساليب التعبير عن المعاني
الحماسية في سياقات مختلفة .
و قد ترد الحكمة في ثنايا القصيدة لإبراز المعنى و توكيده كقول المتنبي مشيدا بنجدة سيف الدولة لأهل الثغور و إنقاذهم من شر الروم :
سبقت إليهم مناياهم -_- ومنفعة الغيث قبل العطب .
فالأمير قد خف لنجدة المستضعفين من المسلمين قبل فوات الأوان . و لو تقاعس وتوانى لهلكوا . و الإسراع بالنجدة من صفات الأبطال .
==========
تدريب على تحرير مقال أدبي .
الموضوع الأول : << شعر الحماسة يقوم على الوصف الفني >>
ما رأيك ؟
- المقدمة : - التمهيد : ورد شعر الحماسة في تراثنا الأدبي في شكل مقاطع طويلة أو قصيرة تخترق
مختلف الأغراض الشعرية من مدح و فخر و رثاء و هجاء .
- طرح الموضوع : و يرى أحد الدارسين لهذا الشعر أنه شعر وصفي يتسم فيه الوصف بطابع
فنّيّ .
- الإشكالية : ففيم يتمثل الطابع الوصفي لهذا الشعر و ما هي تجليات الفنّ فيه ؟ وهل قام على
الوصف وحده ؟
– الجوهر :
1) التحليل :
أ – الشعر الحماسي شعر وصفي و يتجلى ذلك في :
- كثرة الموصوفات و تنوّعها : إن المطلع على شعر الحماسة العربي يلاحظ أنه وصفي بامتياز . فالموصوفات في المقاطع الحماسية تكاد تستغرق كل ما يتعلق بالحرب و خيلها و رجلها و آلاتها و ما تخلفه من دمار و جثث ...
^\ وصف الجيش : يقول أبو تمام في وصف جيش ممدوحه :
فنهضت تسحب ذيل جيش ساقه -_- حسن اليقين و قاده الإقــــدام
مُثْعَنْجِرٌ لَجِبٌ تُرَى سُلاَّفُـــــــــه -_- و لهم بمُنْخَرِقِ الفضاء زحام
فهو جيش كالسيل الصاخب المتدفق ( مثعنجر ) ، له جلبة و صخب لكثرة عدده و عدده (لجب) ، و لا يتسع الفضاء الشاسع (منخرق ) لمقدمته (سلافه ) . و قد حشد الشاعر جملة من الكنايات لتضخيم صورة الجيش الزاحف إلى أرض العدوّ .
^\ وصف الخيل : قديما كان للخيل دور هام جدا في المعارك لا يقل عن دور الدبابات و الشاحنات العسكرية في العصر الحديث . لذلك عني شعراء الحماسة بوصفها في معرض حديثهم عن القوة الحربية كما فعل المتنبي في إحدى سيفيّاته حيث رسم لخيل سيف الدولة صورة تكاد تكون أسطُورية فقال :
فهن مع السِّيدان في البـر عُسَّلٌ -_- و هن مع النِّينـان في البحـر عُـوَّمُ
و هن مع الغزلان في الواد كُمّن -_- و هن مع العقبان في النّيق حـوَّ مُ
إنها خيول تقطع البراري الواسعة كالذئاب السريعة ( سيدان عسل) ، و تمخر عباب البحار كالحيتان الضخمة (نينان ) ، و تكمن في أعماق الأودية كالغزلان ، و تصعد إلى أعالي الجبال الشاهقة كالعقبان ، فهي قادرة على بلوغ أرض العدوّ متخطية جميع العقبات و التضاريس الوعرة .
^\ وصف السلاح : السلاح هو أداة القتال ، و الوسيلة التي يتحقق بها النصر ، و نجاعته تكون على قدر جودته لذلك خصص الشعراء حيزا هاما من الخطاب الحماسي لوصف السلاح كالسيوف القواضب (القواطع ) و الرماح المقومة ، و القسي ، و النبال ، و الدُّروع ، و الخُوذات و كل ما يتسلح به المحارب لينزل إلى ميدان القتال . و وصف ابن هانئ الأندلسي السفن التي استعملها المعز لدين الله الفاطمي لقتال الروم في البحر الأبيض المتوسط فقال:
من القادحات النار تضرم للطلى -_- فليس لها يوم اللقاء خمـــــــود
إذا زفرت غيظا ترامت بمـارج -_- كما شب من نار الجحيم وقود
فهي سفن ترجم الأعداء بشعل من نار لا يطفئها ماء البحر فتحرقهم و تحرق سفنهم فتجعلهم كأنهم في جحيم .
^\ وصف المقاتلين : و حظي القادة و الجنود بجانب كبير من عناية الشعراء إذ وصفوا ما يتحلون به من خصال حربية كالقوة و البطش و الشجاعة و الإقدام و لنا مثال على ذلك في وصف المتنبي لسيف الدولة البطل المحارب في سبيل الله :
ضروب وما بين الحسامين ضيق -_- بصير و ما بين الشجاعين مظلم
و لنا مثال آخر في وصف ابن هانئ لجنود المعز لدين الله الفاطمي إذ يقول :
من كل أغلب باسـل متخمّـــط -_- كالليث فهو لقرنه هصّـار
قلق إلى يوم الهياج مغامــــر -_- دم كل قيل في ظباه جبار
إن تخب نار الحرب فهو بفتكــه -_- ميقادها مضرامها المغوار
إنهم أبطال مغاوير ، شجعان أقوياء كالأسود ، يفتكون بقادة جيوش الأعداء و أبطالهم في ساحة الحرب ، و إذا دخلوا حربا حمي وطيسها .
ب – الوصف الحماسي وصف فنّي :
المقصود بالوصف الفنّي هو أن الشاعر لا ينسخ الواقع كما يراه ، بل يرسم له صورة تتجاوز الحقيقة لتكون أعمق تأثيرا في المتلقي بما تحمله من غلوّ في المعنى و إغراب في التخييل . فيبالغ في تضخيم الصورة حتى يخرج بها عن حدود المعقول خدمة لمقاصد أنشئ الخطاب لأجلها . فانظر إلى هذه الصورة التي أخرج فيها المتنبي جيش الروم الذي واجهه سيف الدولة في معركة قلعة الحدث :
خميس بشرق الأرض و الغرب زحفه -_- و في أذن الجوزاء منه زمازم .
إنه جيش لا يحصيه عدّ ، فهو يغطي الأرض من شرقها إلى غربها ، و يملأ الجوّ بدويّه الذي بلغ عنان السماء . لقد وسّع الشاعر الصورة أفقيا ( من شرق الأرض إلى غربها ) و عموديا (من الأرض إلى الجوزاء) و ما ذلك إلا للإيحاء بقوّة العدو و قوة آلته الحربية التي ذوبتها نار الحرب الضروس فلم تصمد أمام جيش سيف الدولة.
و في نفس القصيدة ( على قدر أهل العزم ...) وصف المتنبي المعركة فجمع بين صور بصرية و أخرى سمعية كما في قوله:
بناها فأعلى و القنا يقرع القنا -_- و موج المنايا حولها متلاطم.
"القنا يقرع القنا " صورة صوتية توحي بشدة القتال و قوة المعركة، و " موج المنايا " صورة بصرية توحي بانتشار الموت في كل مكان من أرض المعركة. و مقصد الشاعر من هاتين الصورتين هو التعبير عن حسن بلاء الممدوح في ساحة الوغى و شدّته على الأعداء. و الصورة البصرية فيها إغراب في التخييل إذ شبه الشاعر الموت ببحر متلاطم الأمواج .
و وصف أبو تمام الحرائق التي أضرمها جيش المأمون العباسي في مدينة عمّورية البيزنطية فقال :
ضوء من النار و الظلماء عاكفة -_- وظلمة من دخان في ضحى شحب
فالشمس طالعة من ذا و قد أفلت -_- و الشمس واجبة من ذا و لم تجـب
وظف الشاعر الصراع بين النور و الظلام لبناء مشهد كارثي يوحي بمشهد القيامة و ما مقصده من هذا التهويل إلا إبراز تنكيل المعتصم بالمدينة و أهلها انتقاما من الروم الذين خربوا مدينة زبطرة و سبوا نساءها .
========
تدريب على تحرير مقال أدبي .
الموضوع الأول : << شعر الحماسة يقوم على الوصف الفني >>
ما رأيك ؟
2) إبداء الرأي :
إذًا الوصف الحماسي ليس وصفا تسجيليا بقدر ما هو وصف فني يلعب فيه خيال الشاعر دورا أساسيا . و رغم أن الوصف يشغل مساحة واسعة من الخطاب الحماسي فإنه لا يخفي أهمية أنماط أخرى من الخطاب كالسرد الملحمي . فشعراء الحماسة قد ربطوا قصائدهم الحماسية بأحداث تاريخية و اجتهدوا في تسجيل هذه الأحداث تسجيلا تفصيليا من بدايتها إلى نهايتها ، فذكروا الأماكن و الأزمنة و الأشخاص ، و سردوا ما قاموا به من أفعال ، و ما أنجزوا من بطولات ، و ما كان لهم من البلاء الحسن في الدفاع عن الأرض و العرض . و في الشعر الحماسي نماذج كثيرة يهيمن عليها السرد الملحمي إلى جانب الوصف ومنها قصيدة أبي تمام في مدح المعتصم التي خلد فيها ملحمة " يوم أرشق " و قد انتصر فيها جيشه على الخرمية و أسر زعيمهم "بابك" .
فذكر خروج الجيش المكون من جنود أبطال و زحفه نحو أرض العدُوّ:
أسرى بنو الإسلام فيه و أدلجوا -_- بقلوب أسد في صدور رجال .
ثم سجل فرار العدو من وجه الجيش الزاحف و تحصنه بالجبال :
لمّا رآهم بابك دون المنى -_- هجر الغواية بعد طول وصال
تخذ الفرار أخا و أيقن أنه -_- صرّي عزم مـن أبــي سمّـال .
لكن قادة جيش المعتصم خدعوه فأنزلوه من معقله :
لبست له خدع الحروب زخارفا -_- فرقن بين الهضب و الأوعال .
فكان نزوله هفوة أدت به و بجيشه إلى الهلاك . فاسر و اقتيد إلى سامرّاء حيث أعدم :
لاقى الحِمام بسرّ من راء التي -_- شهدت لمصرعه بصدق الفال.
و في هذا السرد تفصيل لمراحل الحملة و ذكر لأهم الأماكن ( أرشق – موقان ) و لزمن المعركة (رمضان ) ...
وإضافة الى الوصف و السرد هناك نمط آخر من الخطاب يخترق القصائد أو المقاطع الحماسية و هو الخطاب الحكمي ، فللحكمة حضور لافت في الخطاب الحماسي سواء في بداية القصيدة أو في أثنائها. و من أمثلة ذلك قول أبي تمام في مدح المعتصم بمناسبة فتح عمّورية :
السيف أصدق أنباء من الكتب -_- في حدّه الحدّ بين الجدّ و اللعب
إنها حكمة تمجد القوّة ورمزها السيف. و القصيدة كلها تصريف لهذه الحكمة التي اختزلت موضوع القصيدة . و على هذا النهج سار المتنبي في كثير من مدائحه الحماسية في سيف الدولة كما في قوله :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم -_- و تأتي على قدر الكرام المكارم .
و فيه إشادة بمضاء عزيمة سيف الدولة الذي استطاع أن يهزم الروم في معركة الحدث رغم قوّتهم العسكرية. فالحكمة أسلوب من أساليب التعبير عن المعاني الحماسية في سياقات مختلفة .
و قد ترد الحكمة في ثنايا القصيدة لإبراز المعنى و توكيده كقول المتنبي مشيدا بنجدة سيف الدولة لأهل الثغور و إنقاذهم من شر الروم :
سبقت إليهم مناياهم -_- ومنفعة الغيث قبل العطب .
فالأمير قد خف لنجدة المستضعفين من المسلمين قبل فوات الأوان . و لو تقاعس وتوانى لهلكوا . و الإسراع بالنجدة من صفات الأبطال .