يلجأ بعض المديرين الى القرعة بين اساتذة المادة الواحدة لتجاوز خلافهم حول المستويات الدراسية المسندة في بعض الجداول او توزيع الحصص في بعض الموازنات (عدد ايام العمل / عدد الحصص الصباحية المبرمجة في كل جدول)، ونحن نؤكد بأن القرعة اجراء بائس بكل المعاني، وينبغي للمدير عدم الانسياق اليه مهما كانت الضغوطات، وذلك للاعتبارات التالية:
التوزيع البيداغوجي يضبط وفق تصور بيداغوجي للمدير وللمتفقد رئيس الدائرة.
التنظيم البيداغوجي يستبطن تصورا معينا لمؤهلات الاساتذة وخبرتهم السابقة، واختصاصهم، وليس فضفاضا وصالحا لكل المدرسين.
القرعة حل سهل من جهة، ودليل على عيوب جدية في التنظيم، وعجز المدير عن الدفاع عن مخططه البيداغوجي المجسد في التوزيع المعد للتطبيق.
عند استفحال الخلاف، يعلم المدير السيد رئيس الدائرة، ويطلب مؤازرته لاحتواء الاشكال في جلسة ودية اولا وبحضور اطار الاشراف في المؤسسة، واذا تواصل الخلاف يقع عقد جلسة مع الطرف النقابي وتوثق في محضر جلسة، توجه نسخة منه الى المندوب الجهوي للتربية، ويلزم المدرسين باعتماد ما برمج لهم، ومن يرفض منهم الجدول يسجل غائبا، ويوجه المدير تقريرا حسن التوثيق الى المندوب الجهوي للتربية، لتسوية الغياب غير الشرعي، ومساءلة الاساتذة الرافضين للتنظيم البيداغوجي باعتبارهم ممتنعين عن العمل.
وبسبب خطورة ما تؤول اليه الامور فان الواجب القانوني والاخلاقي يقتضيان من المدير ان يقدم تنظيما بيداغوجيا حرفيا، متقنا، متوازنا، فيه مراوحة بين الحصص الصباحية والمسائية، وبقدر متقارب من ايام العمل، وقد اشرت عليه بخطة لاحتواء الازمة، وفيها تدرج، وتشريك لمن يهمهم الامر، لانني لست من أنصار الزجر، أو التعجيل به، والزجر الذي يأتي بعد جولات حوار واقناع، اصوب واجدى، ولا يسمم المناخ العلائقي.