يسخر التلاميذ في مؤسساتنا التربوية في أعمال مختلفة لا علاقة مباشرة لها في الغالب برسالة التربية والتعليم التي حضروا لتلقيها، ولا يوجد نص قانوني يحصرها، أو يجعل فاصلا بين ما هو شرعي منها وما هو غير شرعي، إلا أن العرف التربوي قد استقر على ان الأعمال التي تكون في خدمة المجموعة، وفيها اذكاء لروح التطوع والمسؤولية فمشروعة، وما كان منها محققا لمنافع شخصية وفردية فغير شرعية.
ونذكر المربين واطار الاشراف واعوان التنفيذ والعملة بأن التلاميذ انما حضروا الى المؤسسة للتعلم وليس لأمر اخر، ومن باب الأمانة التربوية ان نلزم في التعامل معهم ذلك الحد، ولا نتعدّاه إلا إذا كانت المبررات موضوعية.
أما عن شرعية تلك المهام فهي كالتالي:
1- يمكن تكليف التلاميذ بأعمال يسيرة تدربهم على تحمل المسؤولية، وخدمة المجموعة، مثل محو السابورة، وتوزيع اوراق الامتحان، وترتيب مقاعد القاعد، ورفع الاوراق الملقاة فيها... بشرط ان لا يترتب عن تلك الأعمال مشقة بدنية أو الهاء عن الدرس.
2- يمكن تكليف التلاميذ بأعمال البستنة والتنظيف والتزويق والصيانة في اطار نادي العمل التطوعي، وذلك تحت إشراف أحد المربين، ويكون النشاط منظما ببرنامج، وبقائمة مشاركين، ولا يترتب عليه ضرر صحي مباشر للتلاميذ.
أما ما يعمد إليه البعض من تسخير التلاميذ في أعمال لا تمت للتربية والتعليم بصلة مثل اقتناء المأكولات والمشروبات والسجائر، أو القيام بما يقوم به العملة خارج إطار نادي العمل التطوعي... فخيانة لمؤتمن، وخطأ مهني يوجب التأديب.
_________________
*
الومضات الإشهارية لست من يبثها، ولا قدرة لي على تحييدها، فعذرا لكل الأعضاء والزوار..