الرفت من القسم عقوبة محجّرة في الفقرة عدد 4 من المنشور عدد 91/93، المؤرخ في 01-10-1991 وقيّد المشرّع الرّكون إليها بشرط وهو (استحالة مواصلة الدّرس...)، وهذا الشّرط واضح وجلي، وبالتالي فإنّ عدم انجاز التلميذ لواجباته المنزلية لا يعطل سير الدّرس وكذا عدم حفظ ما طولب بحفظه، وعدم اصطحاب الكتب والكراسات والأدوات وغير ذلك...

إن استحالة مواصلة الدّرس تعني أمرا واحدا وهو أن الأستاذ وجد نفسه مخيرا بين إصدار تنبيهات متتابعة لتلميذ بالانضباط والانتباه وبين إنجاز درسه، في هذه الحالة فقط تقع التّضحية بتلميذ من أجل أن تؤمن الاستفادة للبقيّة، وما سوى هذا تجاوز للسلطة، وتعسّف في تطبيق القانون المدرسي.

إنّ واجب السادة المديرين يقتضي القيام بتحسيس منتظم بوجوب احترام حق التلميذ في الدّرس، وأن المخالف منهم لتعليمات المربي يمكن أن تقترح له عقوبة بسبب التشويش أو عدم الانضباط مع الاحتفاظ به في القسم، وهذا أسلم تربويا وقانونيّا.
إذا ثبت للمدير (من خلال التقرير اليومي للقسم الخارجي) وجود أستاذ أو أكثر يتساهل في التقيد بمقتضيات الفقرة عدد 4 من نظام التأديب المدرسي، ويعمد إلى رفت التلاميذ تعسفيا من درسه، فإنّه يقطع معه الحلول التالية مرتبة تفاضليا من المهم إلى الأهم، ولا يقفز على أي منها، وهي:
  1 ـ مرافقة المربي المعني، وتعريفه بخطئه، وخطورة الاقصاء المتكرر على التّحصيل العلمي للتلاميذ، وعلى النتائج المدرسية، باعتبار أن الدرس الذي يحرم منه التلميذ المرفوت لا يعوّض له.
  2 ـ في صورة التمادي، يستدعي الطّرف النقابي، ويقدّم له اثباتات ماديّة عن تعسّف الزّميل في تطبيق القانون، ويدعوهم إلى تحسيس المربي المعني بالأمر بوجوب تعديل أدائه التربوي، ويحرر المدير محضر جلسة في الغرض.
3 ـ في صورة التّمادي، يوجّه المدير مذكرة إلى السيّد متفقّد المادّة / الدّائرة عن طريق السيد المندوب الجهوي للتربية للقيام بزيارة مرافقة للمعني بالأمر موضوعها عدم مسك التلاميذ.
4 ـ في صورة التمادي يحرر المدير مذكرة إلى السيّد المندوب الجهوي لتتبّع المربّي المعني إداريّا بسبب اقترافه خطأ تصرّف خالف به منطوق النصّ القانوني.

إنّ المربّين يتحفّظون كثيرا من المدير الذي يعالج الاخلالات معالجة إدارية ويسارع إلى اقتراح العقوبات الإدارية ضدّ المربّين وإن كانوا مخالفين لصريح القانون، لذا ألزمنا السّادة المديرين بهذا التمشي المرحلي لاستنفاد كل المعالجات عبر المرافقات المختلفة، ويصبح المرور إثرها إلى الزّجر مبرّرا ومُتفهّما.