كيف يؤمن نقل تلميذ مقيم إلى الاستعجالي؟

هذا السؤال طرحته علي زميلة (قيمة بالمدرسة الاعدادية ببرج العيفة، بالكاف)، وأعلمتني بأنها قد رافقت تلميذة في حالة صحيّة حرجة إلى قسم الاستعجالي في وسيلة نقل خاصّة، ورجتني إثراء الممارسات الإداريّة والتربويّة بما يمليه القانون والعرف التربوي، وجوابنا عن سؤالها كالتالي:

أوّلا نحيي في الزميلة روح الأمومة العالية في منجزها التربوي، وما أقدمت عليه مجازفة غير آمنة بكل المعاني، إذ كانت ستخضع لمساءلة قانونية قاسية لو حصل للتلميذات المقيمات أي مكروه وقت غيابها عن المرقد لمرافقة التلميذة المصابة، كما أنّ المساءلة واقعة في حقّها لو تعرضت المصابة لحادث سير أو تحرّش وهي برفقتها، وغير ذلك من الاحتمالات التي لا يمكن التغاضي عنها، ولكن هذه المربية ـ وهي تجازف ـ جديرة بكثير من الاحترام والتقدير لنبل مقاصدها.

يفترض أن مؤسسات الإيواء مزودة بسيارات إداريّة تقدّم خدمات عديدة للمؤسسة من بينها نقل التلاميذ إلى قسم الاستعجالي شرط أن لا يكون سبب نقلهم الاصابة بكسور لأنّ نقل المصاب في سيارة غير مجهزة للغرض يمكن أن تعكر حالته أو حتى وفاته.

ومن المعلوم أن أغلب المؤسسات التربويّة غير مجهّزة بسيارات إدارية لمحدودية الامكانيات المتوفرة للمجموعة الوطنية، وفي هذه الحالة فإن للمدير أحد الاختيارات التالية:

• أ - يفتح اعتمادا ماليا في قرار الميزانية بعنوان "مصاريف نقل الأشخاص"، وينجز تعهّدا بالنفقة مع صاحب سيارة تاكسي، ويصرف له مستحقاته من فترة إلى أخرى وكلما أمّن النّاقل خدمات للمؤسّسة، وهذا اجراء قانوني سليم، ولا تعترض عليه مراقبة المصاريف العمومية.
  
  
• ب - يفتح وكالة دفوعات ويجعل من بين اعتماداتها مبلغا ماليا لتأمين نقل الأشخاص، ويكلف بها عون إدارة من الصنف الفرعي أ1 أو أ2 أو غيره إذا لم يوجد أحد من الصنفين المذكورين.
  
  
• ج - يقوم بتوفير وسيلة نقل للمصاب (ة)، ويجعل له مرافقا.
  

في صورة عدم توفّر أحد الحلين المذكورين فإن الزميل القيم المناوب(ة) في المرقد غير مسؤول عن تأمين النقل، وينتهي واجبه عند تأمين الاعلام بالحالة للقيم العام الداخلي اولا ولمدير المؤسسة ثانيا، وفي حالة تعذّر الاعلام بأي طريقة من الطرق، فإنّه يعلم الحماية المدنية بالحالة المستعجلة حتى لا يتهم ب"الامتناع المحظور" الذي يصنّف في القانون الجزائي جناية. ثم يحرر تقريرا إداريّا مفصّلا يصف الحالة وما حصل للمصاب، وما قام به من إعلام.

ننوّه إلى أنّ القيم(ة) والقيم(ة) العام(ة) الداخلي(ة) والمدير(ة) كلهم مسؤولون عن سلامة التلاميذ المقيمين، وخاصة التلميذات، وأن لا يرسلوهم لوحدهم مع النّاقلين بما يجعلهم عرضة للاعتداءات الجنسية المختلفة، ومن واجبهم أن يسخّروا لهم مرافقين قادرين على ضمان سلامتهم الجسدية والنفسية.