القيمون سلك تربوي عريق في المسيرة التربويّة التونسية، وقد وجدت الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور يتحدّث عنهم في موسوعته التربوية "أليس الصبح بقريب؟" منذ سنة 1910، كما أنّ فضلهم على المنظومة التربوية المعاصرة وعلى المتعلمين لا يجحده إلا مكابر أو جاهل.
إن القيم فاعل رئيسي في تأمين السير العادي للدروس، وانسيابيتها، وسرعة التحاق التلاميذ بها، وتأمين الظروف المناسبة لتواصلها في ظروف عادية، وهذا الدّور العظيم يؤمنونه بكفاية وكفاءة في أغلب مؤسساتنا التربويّة، غير أننا ننتظر منهم إضافة نوعية في مستويي الإحاطة بالتلاميذ والاصغاء إليهم في اطار تحرك استباقي لجمع بيانات عن تلاميذ يواجهون صعوبات تعرقل انخراطهم الكامل في التعلمات وفي الأنشطة المدرسية، وفي هذا السياق نوجه إلى ما يلي:
1- تكثيف اللقاءات الظرفية بالقيمين بمساعدة القيم العام الخارجي على مدار السنة الدراسية، (عودة مدرسية / أسبوع مغلق / امتحانات وطنية / مناسبات استثنائية أمنيا...)، وتتخلل هذه اللقاءات توصيات دقيقة تناسب موضوع اللقاء.
2 - تقسيم العمل الإداري بينهم تقسيما متوازنا وموثقا (تنزيل عقوبات وغيابات في دفاتر السيرة والمواظبة / المناوبة في الساحات والأجنحة وفي قاعات المراجعة / تسليم بطاقات الدّخول في مكتب القسم الخارجي / حضور مجالس التربية بصفة ممثل للقيمين...).
3 - تشجيع القيمين على الاقتراب ـ تربويا ـ من التلاميذ لجس نبضهم، والاستعلام عن ظروفهم المدرسية والاجتماعية دون الغوص في الخصوصيات التي تخدش الحياء أو تساير تنطّع المراهقين عاطفيا، وتأمين "مسافة أمان" كافية عند الاقتراب منهم صونا لهيبة المربي، وأخلاقيات المهنة.
لقد أوصى الشيخ ابن عاشور في كتابه المذكور سابقا المربين بأن يجعلوا بينهم وبين الطلاب "مسافة قوس" وعقّب بعد ذلك بقوله (وكانوا يعدون القرب منه أكثر من ذلك من سوء التربية).
4 - دعوة القيمين إلى أن يكثفوا من توجيه النصائح إلى التلاميذ في خصوص التقيد بالنظام الداخلي للمدرسي، والتزام هندام تربوي، والتقيد بقواعد العيش الجماعي، وصون معدّات المؤسسة وأثاثها وتجهيزاتها.
5 - تذكير القيمين بأن عليهم حسن الانتشار في مختلف الفضاءات الموزعين عليها، وأن يسبقوا الجميع إلى تلك الفضاءات حتى يحس التلاميذ بوجود رقابة تحول بينهم وبين العبث بالفضاء المدرسي وتخريبه.
6 ـ تكليف القيم العام بجمع المعلومات التي يدلي بها القيمون عن أحوال التلاميذ، وعقد لقاء لضبط أنسب السبل في احتوائها، ومعالجتها، وتشريك الأخصائي النفساني في متابعة الحالات التي تتطلب حضوره وتدخّله.