من الاجراءات المعتمدة في مراقبة الامتحانات الوطنيّة تكليف مراقبين اثنين بمراقبة مترشحي قاعة واحدة، وتقدّم الإدارة العامة للامتحانات توصيات لرؤساء مراكز الامتحان لتكليف المراقبين بصورة تؤمن السير العادي والآمن للامتحانات الوطنيّة، ومن الحوادث التي يمكننا توضيحها "اشتراط أحد المراقبين تغيير شريكه في المراقبة: تبعا لتحفّظ معيّن.
وقبل الخوض في هذه المسألة، من واجبنا التنويه إلى أنّ رئيس المركز مدعو إلى أن يحكم توزيع المراقبين بصورة تضمن انسياب عملية المراقبة دون تعثر أو دون اشكاليات غير متوقعة بسبب حالة الاصطفاف غير المسبوقة التي تشهدها البلاد، وليست مؤسستنا التربوية والإدارية بمنأى عنها.
ومن الحوكمة الرشيدة أن يكون لرئيس المركز الدراية الكافية بواقع العلاقات القائمة بين مختلف المراقبين، فيتفادى تكليف مراقبين يعلم مسبقا أن بينهما صدامات سابقة تحت عناوين مختلفة منها الحزبي، ومنا القبلي أو الجهوي أو الايديولوجي، وغير ذلك من محاور الاستقطاب.
وسؤالنا متعلق بحادثة جدّت في أحد معاهدنا، وأثارت تداعيات في العالم الافتراضي والواقعي، وتحولت إلى ما يشبه قضيّة الرّأي العام، وتعدّدت الروايات حولها، وتضاربت بصورة جعلت الحق صعب التّبيّن، غير أنّنا من حيث المبدأ نؤكّد على ما يلي:
1- لرئيس مركز الامتحان اتّخاذ كل التّدابير الكفيلة بسير الامتحان سيرا طبيعيا.
2- صون مصلحة المترشّح الفضلى، وتوفير ظروف مناسبة للتركيز ومن ثم النّجاح.
3- الحلّ الفوري للاشكاليات غير المتوقعة خدمة للمبدأين السابقين.
4- عدم الانسياق وراء الطلبات بصورة آلية خصوصا بعد إعلام المراقبين بتكليفهما، ودخولهما قاعة الامتحان.
5- لا يقدم رئيس المركز على تغيير المراقب(ة) المتحفّظ عنه إلا إذا كانت التّحفظات:
* وجيهة وليست ذات منحى شخصي.
* قابلة للاثبات، والمساءلة التّأديبية.
* مؤثرة على سير الامتحان في القاعة بشكل مباشر.
غير أنّنا نؤكّد كذلك على أن من واجب المراقب:
أ - الاذعان لسلطة إدارة الامتحان فيتوجّه إلى القاعة التي كلف بمراقبتها، وليس إلى القاعة التي يختارها.
ب - القيام بالمراقبة مع الشّريك(ة) الذي تعينه إدارة الامتحان وليس الذي يفضله.
ج - عند تحفّظ أحد المراقبين على أداء شريكه، فإنّه يلزم القاعة التي كلّف بها، وله إبلاغ رئيس المركز أو أحد مساعديه بتحفّظه، ويقبل بالاجراء الذي يتّخذه رئيس المركز.
د - عند صدور أي إخلال من الشّريك في المراقبة(ة) كالاهمال المتعمّد للواجب، أو الانشغال عن المراقبة بأي عمل آخر، أو التواطؤ في الغش، أو غير ذلك، فإنّ من واجبه إعلام رئيس المركز بذلك فورا، ثمّ تحرير تقرير كتابي في ذلك.
ه - يعلم رئيس مركز الامتحان المندوب الجهوي للتربية فورا، ثم يمدّه في نهاية الامتحان بمذكّرة، يصف فيها الاشكال، وأثره على سير العمل بالمركز، والاجراءات التي اتّخذها في الصّدد.
يتولىّ رئيس مركز الامتحان توجيه تقرير المراقب إلى رئيس مركز التجميع التوزيع، ويحتفظ بنسخة منه، ولا يباشر البحث في الشكوى، ويتحفّظ عن أي مسعى صلحي في الموضوع، لأن ذلك ليس من مهامّه.