يومك سعيد سي حاتم
اسمح لي أن اختلف معك اختلافا لا يفسد ما بيننا من ودّ.
نظام التأديب المدرسي مكتنز عيوبا، ومن بينها أن القرارات التأديبية الصّادرة عنه مجحفة وغير محوكمة حيث لا توجد لها هياكل نقض أو استئناف، وهي ليست قرارات مطلقة أو أبديّة. وقولنا "المجلس سيد نفسه" تعني من بين ما تعنيه أن قراراته لا تملى عليه، وليس ملزما بالتسليم بما ظرف في ملف قضيّة التلميذ، وليس مجبرا على إقرار كل التهم التي وجّهت إلى التلميذ المحال على أنظاره، وتعني أيضا أنّه لا يقبل التعليمات وغير ذلك من معاني تكرس الاستقلالية والشفافية، ولكنه ليس إلها أو ابن اله وفق عبارات معجم تاريخ الأديان.
وزير التربية رئيس الإدارة وله سلطة مراجعة قرار الرفت النهائي، وله صلاحيّة نقضه فيأذن بإعادة ترسيم من رفت رفتا نهائيا في نفس السنة الدّراسيّة أو في السنة الدّراسية الموالية حسب ما نص عليه المنشور عدد 93 لسنة 1991، في نفس المؤسسة أو في الغالب في مؤسسة أخرى تفاديا لتوتير الأجواء، وهذا القرار ليس ملزما فيه بالتّعليل قانونا.
أما إذا تناولنا الأمر من زاوية قانونية فإن الوزير له السلطة الإداريّة على كل منظوريه بمن فيهم أعضاء مجلس التربية وعلى كل المؤسسات العمومية والخاصة العاملة في حقل التربية، وهذه السلطة إمّا نطق بها نصّ نافذ، أو تدخل في باب السلطة التّقديرية الممنوحة له بقوة القانون، والتي تخضع لرقابة دنيا من القضاء الإداري.
_________________
*
الومضات الإشهارية لست من يبثها، ولا قدرة لي على تحييدها، فعذرا لكل الأعضاء والزوار..