ليس لمديري المدارس الإعداديّة والمعاهد سلطة تأديبيّة تسمح لهم بإيقاف منظوريهم عن العمل، أو استجوابهم، واقتراح عقوبات لهم، وحصل الاستثناء بموجب المنشور الوزاري المتعلّق باللّجان الاستشاريّة ، والذي دعا إلى تكوين لجان استشاريّة في المؤسّسات التّربويّة، وحدّد تركيبتها ومشمولاتها، وهي تضطلع بمهام مختلفة من بينها النّظر في الأخطاء المهنيّة للأعوان المنتمين إلى أسلاك القيّمين والإداريّين، والعملة.
ونلاحظ أنّ المنشور- المرجع- قد سكت عن ذكر أسلاك أخرى يعمل أعوانها في المؤسّسة التّربويّة مثل القيمين العامّين والمدرّسين، والمرشدين التّطبيقيّين، وسكوته دليل على أنّ النّظر في الأخطاء التي يرتكبها المنتسبون إليها مرجع نظر جهات إداريّة أخرى، وبالتّالي فإنّ المدير لا يستجوبهم، لأنّ المنشور سابق الذّكر لم يأذن له بتشكيل لجان استشاريّة خاصّة بهم، وليس بسبب رتبة المنتسبين إليها، وبالتّالي فإنّ القيّمين والإداريّين والعملة يذعنون إلى الإجراءات التّأديبيّة إذا اقتضى أداؤهم ما يبرّر مساءلتهم، وإنّ رفضهم الإذعان لسلطة المدير خطأ مهني يوجب التّأديب في حدّ ذاته، بصرف النّظر عن ثبوت بقيّة التهّم من عدمها.
والتّحفّظ عن خلل الإجراءات التّأديبيّة في المدارس الإعداديّة والمعاهد لا يبرّر الاعتياص.