هل يثبت الباحث تهمة بمجرد اعتراف العون المستجوب بها ؟

لا يعتد في المادة التأديبية إجمالا إلا بالاعترافات الكتابية الموثقة، والتي يعضدها الباحث بقرائن أضافية وعلى هذا استقر عمل محكمة التعقيب في تونس بمناسبة نظرها تعقيبيا في قضية اعترف فيها مواطن بتهمة، ثم دفع بانكارها، ولم يكلف باحث البداية نفسه عناء توفير مؤيد ثان للاعتراف.
وقياسا على ما ذكر، فإن الاعتراف ليس سيد الادلة ألا اذا كان منسجما مع حجج واثباتات تكسبه صفة اليقينية.
وعودا الى سؤالنا فإن قول الباحث حكى لي العون كذا، أو صرح أمامي بكذا... وغيرهما من الصيغ اللغوية لا يكفي لاثبات التهمة تبعاً لعدم توثيقه، كما ان الباحث في هذه الحالة يكون قد حول نفسه في القضية من باحث محليد الى شاهد أو طرف في الخصومة، ومن المعلوم بداهة أن الشهادة الموثق بها تكون منزهة عن التجريح، والباحث أدلى بشهادة حولته الى طرفا في النزاع من حيث يقتضي العرف منه الحياد والنزاهة والموضوعية.
يمكن ان تكون إفادة الباحث حاسمة في المعاينات والاطلاعات والمكافحات دون سواها.